سورة النجم - تفسير التفسير القرآني للقرآن

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النجم)


        


{هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى (56) أَزِفَتِ الْآزِفَةُ (57) لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللَّهِ كاشِفَةٌ (58) أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59) وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ (60) وَأَنْتُمْ سامِدُونَ (61) فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا (62)}.
التفسير:
قوله تعالى: {هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى}.
الإشارة إلى ما أخذ اللّه سبحانه وتعالى به أهل الشرك والضلال من الأمم السابقة- من بلاء ونكال.. وأن في هذا الذي ذكره اللّه سبحانه وتعالى عنهم، نذيرا يطلع عليهم من الأزمنة الغابرة، ليريهم ما حلّ بالضالين المكذبين برسل اللّه السابقين.
قوله تعالى: {أَزِفَتِ الْآزِفَةُ لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللَّهِ كاشِفَةٌ}.
أزفت: أي قربت، وحان حينها، وأظلّ زمانها.
والآزفة: القريبة، وهى يوم القيامة، وسميت آزفة لأنها قريبة، وإن ظن الناس أنها بعيدة، كما يقول سبحانه: {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَراهُ قَرِيباً}.
وكما يقول سبحانه في أول سورة القمر، التي تجىء بعد هذه السورة: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ}.
ويقول سبحانه في آية أخرى: {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها.}.
ومعنى أزفت الآزفة، أي قربت القريبة، فهى قريبة بذاتها، ومع هذا فقد قربت أكثر وأكثر.
وقوله تعالى: {لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللَّهِ كاشِفَةٌ} أي ليس لها من يكشفها، ويجلّيها- أي يظهرها- لوقتها، إلا اللّه سبحانه وتعالى.
والتاء في قوله تعالى: {كاشفة} للمبالغة، مثل راوية، ونابغة.. أي ليس الساعة عند أهل العلم والكشف عن الخفايا ضابط لها، مقدر لوقتها، مظهر لوجودها، ولكن اللّه سبحانه وتعالى وحده هو الذي عنده علم الساعة، وهو سبحانه الذي يجلّيها لوقتها.
قوله تعالى: {أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ}.
هذا الحديث- إشارة إلى قوله تعالى مخبرا عن الساعة: {أَزِفَتِ الْآزِفَةُ لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللَّهِ كاشِفَةٌ}.
فالمشركون إذا سمعوا هذا الحديث عن قرب يوم الحساب والجزاء، عجبوا لهذا، واستنكروه، وجعلوه حديث سخرية واستهزاء بينهم.
وفى قوله تعالى: {أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ} إنكار على هؤلاء المكذبين بالبعث والحساب، أن يتلقوا الحديث عن هذا اليوم، والنذر التي تنذرهم به، وتحذرهم لقاءه- أن يتلقوا هذا غير مكترثين به، ولا ملتفتين إليه، ولو عرفوا ما يلقى الناس في هذا اليوم من أهوال، وما أعدّ للظالمين والضالين من عذاب- لو عرفوا هذا، لكثر البكاء، وقل الضحك، بل لما كان إلا البكاء المتصل، والوجوم الدائم.. خوفا من لقاء هذا اليوم العظيم!.
وقوله تعالى: {وَأَنْتُمْ سامِدُونَ} أي وأنتم غافلون في صلف وكبر.
والسامد. هو البعير الذي يرفع رأسه، كأنه يبحث عن شيء في السماء، ولا شى ء!.
وقوله تعالى: {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا} هو تعقيب على الاستفهام الإنكارى في قوله تعالى: {أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ..} أي إنكم أيها المكذبون بهذا الحديث، المستهزءون الساخرون منه، توردون أنفسكم موارد الهلاك، وإنكم إذا أردتم النجاة والخلاص، {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا} أي فاخضعوا لجلال اللّه، واعبدوه، فهذا ما ينبغى أن يكون موقف المخلوق من خالقه، ولاء، وطاعة، وحمد، وتسبيح، وعبادة.

1 | 2